بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
عندما بدأ الانسان الأول ـ انسان ماقبل
التاريخ - يرسم أحس من ا أعماق ذاته بشعور خفي يدفعه إلى
التأمل فيما حوله، ووقف يفكر ويجول بفكره
مستفسراً عن هذا الكون وماحواه من انسان وحيوان وطير
وأشجار وجبال وانهار وورود وأزهار، فتحرك
احساسه وسار في طريق الحياة يتلمس معنى الجمال في كل
مايراه ويعبر تعبيرا صادقا عن أسرار الطبيعة.
إذن فقد لازم الجمال الانسان منذ بدء الخليقة ومازال به
يجذبه إليه ويحببه فيه.
لقد تقدم الانسان البدائي وارتقى فاذا به
يخترع لنفسه لغة يعبر بها عما يريد فيرسم مثلاً دائرة صغيرة
في ثلثها الأعلى خطان صغيران، وفي ثلثها
الاسفل خطاً ثالثاً قصد بذلك وجه الانسان، وكانت هذه
اللغة التعبيرية اصدق صورة لقوة ملاحظته
في ذلك الحين، ولو تأملت هذه اللغة المعنوية لوجدت أنها لم
تكن لغة فحسب بل هي فن دقيق يمثل قدرة ذلك
الانسان على محاكاة مافي الحياة.
وليس الفن مايمكن تعلمه او مايكتسب بالمران...
إنه روح خفية تسكن نفس الفنان فتبعث فيه عينين
قادرتين على الرؤية الصحيحة لكل مافي الطبيعة
من جمال، الجمال الذي قد يكون مخلوقاً له وحده
ولايراه ولايتفهمه أحد سواء، ولقد تميزت
نفس الفنان بدقة التأمل والتغلغل في كنه المرئيات، والقدرة على
تفهم الجمال الكامل، وذلك بما يمتاز به
من حس بديعي وشعور مرهف وعاطفة جياشة.
ويسعى الفنان دائماً في الوصول إلى غايته
المنشودة، راغباً التعبير عما يجول في خاطره من جمال
متوخياً الوصول إلى المثل الأعلى الذي لايخرج
عن كونه التعطش إلى الكمال الانساني، لذا نراه في خياله
السامي يعبر دائما عن جهد طاقته فيما نسميه
تذوق الفن والاحساس بالجمال. ولكل أمة بلغت مابلغت
غريزة متأصلة في نفوس افرادها تدفعهم مساقين
إلى عشق الجمال وتقدير آثاره.
والناس في حبهم للجمال وتقديرهم لقيمه يختلفون
ويذهبون في حكمهم على ذلك، بيد انهم
يتفقون جميعاً على أمر واحد، هو الاعتراف
بأثر هذا الجمال في نفوسهم وسلطانه عليهم، والجمال هو
الجمال مهما اختلف الناس في تكييفه، إذ
يحتفظ الشيء الجميل بعظمته في أي زمان ومكان، كما
يحتفظ بقيمة الجمال فيه مهما، اختلفت أنظار
الناس إليه، والجمال يدو في سموه فوق كل اعتبار ويدفع
كل انسان إلى احترامه وتقديره.
ولاننسى أن لكل أمة من الأم، ولكل شعب من
الشعوب نصيب من الاستجابة إلى دوافع الجمال،
تبتدل وتتغير بمقدار نضوج هذه الأمة أو
هذا الشعب وكيانه في بيته. ولعل في أعمال فنانينا اليوم من
آليات الجمال بمالديهم من أمام بوسائل التعبير
عن كوامن الجمال، صقلت تفكيرهموسمت
روائع تنطق
بخيالهم حتى أعطونا تلك الروائع الخالدة
من أعمالهم ومنتجاتهم.
الانسان الفنان
الفن هو عطاء الانسان عقله وروحه ووجدانه
ويده. اندفع الانسان إلى التأمل فيما يحيط به من أشياء
أدركها عقله وأحس بها واستمتع بجمالها.
ومن اشراقة روحه اهتدى إلى الطبيعة التي جذبته أسرارها،
وحيرته مفاتنها فاذا به يجد نفسه مأخوذاً
بجمالها فصوره، وظل احساسه بالجمال في كل ماتقع عليه عينه
حتى نمت فيه ملكة تقدير الجمال.
ومن هزات وجدانه ابدع الفنان الجمال الذي
لازمه طوال حياته وعبر عنه أصدق تعبير في لوحات
هي ذوب مشاعره المرهفة واحساساته الجياشة
المتدفقة. ومن ابداع أنامله رسم وصور ونحت. . هذه هي
حقيقة الانسان الفنان الذي تكشف له الطبيعة
عن اسرارها، وتغذيه بعواطفها، وتبث فيه روح التذوق إلى
كل ماهو جميل في هذا الكون.
وعاطفة الفنان لاتقف عند حد فهي مشبوبة
الانتخمد، تذكي حسه، وتوقظ روحه فتجعلها تحلم
وتتأمل في أوقات الفرح وتحزن وتتألم في
ساعات الحزن. ومادام الانسان عقلاً وعاطفة، فلا بد إذن لحياته
من فن يقودها في طريق النور، ومهمة الفنان
تهدف إلى خير المجتمع، وتصدر عن دوافع الحياة والواجب.
الملحة موجزة عن عضلات جسم الانسان ووظائفها
قبل أن نخوض في دراسة القواعد الاساسية
لرسم الوجوه عند الطفل، والمرأة والرجل، لابد لنا من
التعرف على المبادىء الأولية للعضلات.
إن العضلات في جسم الانسان هي الأعضاء الفاعلة
في الحركة، بينما تعتبر العظام أعضاء منفعلة
فيها، وتنجم عن تمفصلها قوة تؤثر في المنطقة
التي ترتكز عليها العضلة الارتكاز المتحرك) من العظم
فتحركها كما تحرك القوة ذراع الرافعة. وتؤلف
العضلات القبسم اللحمي من الجسم.
تشريح العضلاد ت:
العضلات ثلاثة انواع:
1. عضلات حمراء مخططة: وهي عضلات تقلصها
ارادي سريع كعضلات الأطراف وشكلها مغزلي
وهي اكثر العضلات انتشاراً في الجسم.
3. عضلات القلب: وهي حمراء مخططة لكن تقلصها
غير ارادي.
م . عضلات بيضاء أو ملساء وتقلصها غير ارادي
كعضلات الامعاء والمعدة.
وتتألف العضلات بشكل عام من حزم ليفية تنتهي
بوتر واحد أو عدة أوتار تجمع العضلات بالعظام.
عضلات الرأس والعنق.
1- عضلات المضغ: وتقسم إلى قسمين: عضلات
ترفع الفك السفلي، وعضلات تخفضه.
العضلات الرافعة للفك السفلي الماضغة، والعضلة
الصدغية.
العضلة الخافضة للفك السفلي هي العضلة ذات
البطنين.
العضلة المحركة للجانبين: العضلتان الجناحيتان
الانسية والوحشية.
3 ـ العضلات وعضلات السحنة: وهي عضلات سطحية
منه العضلة الجبهية
الجلدية والعضلة الحاجبية،
والعضلة المديرة للاجفان، والمديرة للشفتين.
والعضلة الجبهى هي عضلة التعبير ومصدرها
حركات الوجه الثنايا والتجعدات، الحزن والالم
والضحك.الخ إنها عضلة المفاجآت والخوف والقلق،
تشترك في التعبير عن الفرح والسرور. وهذه
العضلة دقيقة ومسطحة تغطي الجبهة، وترفع
الحاجبين والاهداف العليا.
أما العضلة الحاجبية فهى عضلة القلق وكل
الحالات التي تدعو إلى تقطيب الجبين بسبب تقاربها
وارتفاعها أو انخفاضها، وكذلك عندما تغضب
ونفكر ونتألم ونبكي. فالعضلة الحاجبية هي حزم عضلية
تقع مكان الحواجب وتدخل في كل التعابير
للوجه.
النسب المثالية المنوعة لرأس الانسان
نذكر فيما يلي النسب المطبقة على رأس الانسان
البالغ عند الرجل أو المرأة.
1ونصف نحصل
ـ اذا قسمنا ارتفاع الرأس إلى ثلاثة اقسام
على النسب التالية:
أ. من السطح العلوي للجمجمة حتى نمو الشعر
ج ـ من الحاجبين حتى أسفل الانف، ويعادل طول الاذنين
ب ـ من منبت الشعر حتى الحاجبين د. من اسفل
الأنف حتى أسف الذقن
أما فيما يتعلق بعرض الرأس، فذا قسمنا هذا
العرض إلى قسمين ونصف فنحصل على مستطيل
محوره العمودي يمر من وسط الانف ومحوره
الافقي يمر من وسط العينين.
وأما إذا قسمنا عرض الرأس إلى خمسة أقسام
متساوية، فإن كل من العينين تقع في القسم الثاني
والرابع، والمسافة بين العينين تساوي طول
عين واحدة، كما أن عرض الذقن يساوي القسم الثالث من
التقسيم.
3. واذا قسمنا ارتفاع الرأس إلى أربعة اقسام
متساوية نحصل على النسب التالية:
أ. من قمة السطح العلوي للجمجمة حتى منبت
الشعر ج ـ من الحاجبين حتى اسفل الأنف
أي يساوي طول الانف والاذنين)
ب ـ من منبت الشعر حتى الحاجين أي عرض الجين)
د ـ من أسفل الانف حتى أسفل الذقن
ولو قسمنا القسم الرابع إلى ثلاثة أجزاء
متساوية، كان القسم الأول للفماذا
... كما اننا قسمنا عرض
الرأس إلى خمسة اقسام متساوية فان العين
الاولى تقع في القسم الثاني، والعين الثانية تقع في القسم
الرابع، والمسافة التي تفصل بين العينين
تعادل قسماً واحداً.
4 - واذا انحرف الرأس يميناً أو يساراً، ظهر منه
ثلاثه ارباعه وتقوس خط التماثل العمودي (محور التناظ
وذلك تبعاً لانحراف الرأس. أما إذا ارتفع
الراس إلى الأعلى أو انخفض إلى الاسفل فإن المستقيمات
الافقية تتقوس بحسب وضع الرأس.
ويعتبر خط التماثل أو محور التناظر في وجه
الانسان هو القاسم المشترك، وعليه ترتكز النسب
والأبعاد للرأس.